الأمر بالتعاون على الخير
الحمد لله أمر بالتعاون على البر والتقوى ، وهو الرحمن المستعان ، ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يأمر بالعدل والإحسان ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أرسله الله رحمة للعالمين من الإنس والجان ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى من اتبعهم بإحسان .
أما بعد :فيا أيها المسلمون :
( وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)معشر المسلمين :لقد أمر الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى ، ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان :
فقال سبحانه :
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [2][2] .
فما هو البر وما التقوى ؟ أيها المسلمون ، وما هو الإثم وما العدوان ؟ وما هي مجالاتُ كلٍ ؟ وكيف يكون التعاونُ على ذلك ؟
أيها المسلم :البر هو ما أمرت به من الطاعة ، وفعلِ الخير والإحسان وعمل الصالحات ، والتقوى هي ما نهيت عنه من المعصية، وفعل الشر ، وعمل السيئات ، والمرء البار؛ هو المتقي حسنُ الأخلاق ، قال تعالى :
(وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
[ الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ] رواه مسلم رحمه الله
[4][4] ، وقال الماوردي رحمه الله في كتابه ( أدب الدنيا والدين ) : (( ندب الله إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له ، فقال :
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ) لأن في التقوى رضا الله تعالى ، وفي البر رضا الناس ، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس ، فقد تمتْ سعادتُه ، وعمت نعمتُه ))
[5][5] .
والتقوى أيها المسلمون: هي أن يجعل المسلم بينه وبين عذاب الله وقاية ؛ بفعل أوامره واجتناب نواهيه ،
(( قال عمرُ رضي الله عنه لكعب الأحبار : يا كعب ، حدثني عن التقوى ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هل أخذتَ طريقًا ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فما صنعت ؟ قال : حَذِرتُ وشمَّرت ، قال : فكذلك التقوى ))